تاريخ لا ينسى مهما طال الزمن {القدس عائدة للمسلمين }.
فلسطين عند احتلال الروم لها
عند قراءة التاريخ والتمعن فيه تجد أن الاحتلال مهما طال سينتهي بإذن الله سبحانه وتعالى حيث سنرى كيف ورث الرومان جيرانهم الإغريق:
ورث الرومان جيرانهم الإغريق، وظلت جيوش روما تزحف على ممتلكاتهم، حتى انتزعتها جميعا من أيديهم؛ سواء أكانت هذه الممتلكات في أوروبا أم إفريقيا أم آسيا. لكن الحضارة المنتصرة كانت فقيرة في ثقافتها وفكرها، فانصاعت للمغلوب في هذه الناحية، وهُزمت أمام ثقافته الثرية، وكان هذا مثالا عجيبا وقليل الحدوث لانتصار المغلوب على من غلبه، بدون سيف أو مدفع!!
وهذا يعني بالنسبة لفلسطين وأشباهها من البلاد التي دخلت تحت حكم الرومان وسلطانهم، أن الحكم الجديد سيكون – من الناحية الثقافية على الأقل – مواصَلة للمرحلة اليونانية بشقيها البطلمي والسلوقي، بل ربما قلنا: إن فلسطين وسوريا ومصر وغيرها من مناطق النفوذ اليوناني السابق هي الميادين التي هُزم فيها الرومان ثقافيا، وتلوّنوا بلون الفكر والثقافة اليونانية.
حين دخل الرومان فلسطين وجدوا حالة حضارية نادرة؛ لم تشهدها المنطقة من قبل، فقد جرى خلال قرنين ونصف القرن من الزمان تلاقح حضاري كامل بين سكان فلسطين وبين الغزاة اليونانيين، فنشأ شعب اختلطت فيه دماء الكنعانيين والآموريين (= شعب سامي عاش منذ الألف الثاني قبل الميلاد في سوريا وشمال العراق) واليونانيين، وتمازجت ثقافة الغزاة بثقافات أهل البلد الفلسطينيين الكنعانيون.
لقد خالف اليونان سُنَّة من سبقهم من الكلدان (البابليين) والآشوريين والفرس، حيث بدا هؤلاء دائمًا كطبقة غريبة ومميزة عن أهل البلاد التي يحتلونها، لكن اليونانيين منذ الإسكندر ركزوا على الاختلاط بهذه الشعوب ومصاهرتها؛ لينفتح الطريق أمامهم ثقافيًا وسياسيا،
“وأمام هذا الاكتساح الجارف للحضارة الإغريقية تراجعت الحضارات السامية، سواء أكانت كنعانية أم آرامية أم عبرية؛ لتحتمي في معاقل لها في المناطق الريفية النائية، أو في مناطق المرتفعات الجبلية، وظلت في هذه المعاقل تدافع عن بقائها حتى بعد الفتح العربي.. ولم تلبث الحضارات الآرامية والكنعانية أن بدأت تتسلل لتمتزج بالحضارة الإغريقية، وساعد على ذلك اتجاه الإغريق إلى الزواج من آراميات وكنعانيات، فقد كان أغلب الجنود والمستوطنين بلا زوجات، ونادرا ما كانوا يجلبون زوجات من مقدونيا أو بلاد اليونان.. ونتيجة لذلك ظهر جيل من الآراميين المتأغرقين، أو الإغريق الآراميين، والكنعانيين الذين يجمعون بين الحضارتين لغة وعقيدة، ويتوجهون بالعبادة للآلهة الآرامية والكنعانية والفينيقية، بعد أن أضفوا عليها الصفات الإغريقية، مثل الأسماء والمظهر، وأطلقوا عليها أسماء إغريقية مثل زيوس الأولمبي..” ا.هـ.
القدس تحت حكم أنتيباتر الأدومي
كانت القدس حديثة عهد بالغزو الرومي لها حين تحولت الدولة الرومانية من جمهورية يحكمها السناتو Snato (مجلس الشيوخ) إلى إمبراطورية يمسك بمقاليدها شخص واحد، هو الإمبراطور (سنة 30 ق.م). ويُعَد هذا واحدا من الأحداث الكبرى في تاريخ الدولة الرومانية، مثله مثل انقسام هذه الدولة إلى اثنتين (شرقية وغربية) بعد بضعة قرون.
دخلت قوات بومبي القدس سنة 63 ق.م، وأُلغيت الجمهورية في الدولة الرومانية سنة 30 ق.م، فكان بين الحادثين ثلث قرن، جرت فيه أحداث ضخمة؛ سواءٌ فيما يتعلق بالدولة الرومانية عامة، أم بالقدس وفلسطين خاصة..
انفرد يوليوس قيصر بحكم الدولة الرومانية – يؤيده السناتو – بعد مقتل منافسه القوي بومبي – أول فاتح روماني للقدس – سنة 48 ق.م، وانتهاء الحرب الأهلية الرومانية سنة 46 ق.م.. وفي أثناء هذه الأحداث شن قيصر حملة على مصر، لقي فيها معونة من أنتيباتر الأدومي – معاون هركانوس ملك القدس السابق وكاهنها بعد اقتحام قوات بومبي لها – وكان أنتيباتر قد أشرفَ من قبل على إحدى الفرق العسكرية التي تحقق على يدها انتصار الرومان على المكابيين حكام القدس.. فكافأه قيصر على معونته له بجباية فلسطين كلها، بما فيها القدس.
يتبع............................... .. فعندما نذكر هزيمت الروم وذكرها في القرآن الكريم
يعني ذلك أكبر قوة في ذاك الزمان قد هزمت ورحلت فكيف الصهاينة بالله عليكم 70عام.. يتبع
عند قراءة التاريخ والتمعن فيه تجد أن الاحتلال مهما طال سينتهي بإذن الله سبحانه وتعالى حيث سنرى كيف ورث الرومان جيرانهم الإغريق:
ورث الرومان جيرانهم الإغريق، وظلت جيوش روما تزحف على ممتلكاتهم، حتى انتزعتها جميعا من أيديهم؛ سواء أكانت هذه الممتلكات في أوروبا أم إفريقيا أم آسيا. لكن الحضارة المنتصرة كانت فقيرة في ثقافتها وفكرها، فانصاعت للمغلوب في هذه الناحية، وهُزمت أمام ثقافته الثرية، وكان هذا مثالا عجيبا وقليل الحدوث لانتصار المغلوب على من غلبه، بدون سيف أو مدفع!!
وهذا يعني بالنسبة لفلسطين وأشباهها من البلاد التي دخلت تحت حكم الرومان وسلطانهم، أن الحكم الجديد سيكون – من الناحية الثقافية على الأقل – مواصَلة للمرحلة اليونانية بشقيها البطلمي والسلوقي، بل ربما قلنا: إن فلسطين وسوريا ومصر وغيرها من مناطق النفوذ اليوناني السابق هي الميادين التي هُزم فيها الرومان ثقافيا، وتلوّنوا بلون الفكر والثقافة اليونانية.
حين دخل الرومان فلسطين وجدوا حالة حضارية نادرة؛ لم تشهدها المنطقة من قبل، فقد جرى خلال قرنين ونصف القرن من الزمان تلاقح حضاري كامل بين سكان فلسطين وبين الغزاة اليونانيين، فنشأ شعب اختلطت فيه دماء الكنعانيين والآموريين (= شعب سامي عاش منذ الألف الثاني قبل الميلاد في سوريا وشمال العراق) واليونانيين، وتمازجت ثقافة الغزاة بثقافات أهل البلد الفلسطينيين الكنعانيون.
لقد خالف اليونان سُنَّة من سبقهم من الكلدان (البابليين) والآشوريين والفرس، حيث بدا هؤلاء دائمًا كطبقة غريبة ومميزة عن أهل البلاد التي يحتلونها، لكن اليونانيين منذ الإسكندر ركزوا على الاختلاط بهذه الشعوب ومصاهرتها؛ لينفتح الطريق أمامهم ثقافيًا وسياسيا،
“وأمام هذا الاكتساح الجارف للحضارة الإغريقية تراجعت الحضارات السامية، سواء أكانت كنعانية أم آرامية أم عبرية؛ لتحتمي في معاقل لها في المناطق الريفية النائية، أو في مناطق المرتفعات الجبلية، وظلت في هذه المعاقل تدافع عن بقائها حتى بعد الفتح العربي.. ولم تلبث الحضارات الآرامية والكنعانية أن بدأت تتسلل لتمتزج بالحضارة الإغريقية، وساعد على ذلك اتجاه الإغريق إلى الزواج من آراميات وكنعانيات، فقد كان أغلب الجنود والمستوطنين بلا زوجات، ونادرا ما كانوا يجلبون زوجات من مقدونيا أو بلاد اليونان.. ونتيجة لذلك ظهر جيل من الآراميين المتأغرقين، أو الإغريق الآراميين، والكنعانيين الذين يجمعون بين الحضارتين لغة وعقيدة، ويتوجهون بالعبادة للآلهة الآرامية والكنعانية والفينيقية، بعد أن أضفوا عليها الصفات الإغريقية، مثل الأسماء والمظهر، وأطلقوا عليها أسماء إغريقية مثل زيوس الأولمبي..” ا.هـ.
القدس تحت حكم أنتيباتر الأدومي
كانت القدس حديثة عهد بالغزو الرومي لها حين تحولت الدولة الرومانية من جمهورية يحكمها السناتو Snato (مجلس الشيوخ) إلى إمبراطورية يمسك بمقاليدها شخص واحد، هو الإمبراطور (سنة 30 ق.م). ويُعَد هذا واحدا من الأحداث الكبرى في تاريخ الدولة الرومانية، مثله مثل انقسام هذه الدولة إلى اثنتين (شرقية وغربية) بعد بضعة قرون.
دخلت قوات بومبي القدس سنة 63 ق.م، وأُلغيت الجمهورية في الدولة الرومانية سنة 30 ق.م، فكان بين الحادثين ثلث قرن، جرت فيه أحداث ضخمة؛ سواءٌ فيما يتعلق بالدولة الرومانية عامة، أم بالقدس وفلسطين خاصة..
انفرد يوليوس قيصر بحكم الدولة الرومانية – يؤيده السناتو – بعد مقتل منافسه القوي بومبي – أول فاتح روماني للقدس – سنة 48 ق.م، وانتهاء الحرب الأهلية الرومانية سنة 46 ق.م.. وفي أثناء هذه الأحداث شن قيصر حملة على مصر، لقي فيها معونة من أنتيباتر الأدومي – معاون هركانوس ملك القدس السابق وكاهنها بعد اقتحام قوات بومبي لها – وكان أنتيباتر قد أشرفَ من قبل على إحدى الفرق العسكرية التي تحقق على يدها انتصار الرومان على المكابيين حكام القدس.. فكافأه قيصر على معونته له بجباية فلسطين كلها، بما فيها القدس.
يتبع............................... .. فعندما نذكر هزيمت الروم وذكرها في القرآن الكريم
يعني ذلك أكبر قوة في ذاك الزمان قد هزمت ورحلت فكيف الصهاينة بالله عليكم 70عام.. يتبع
تعليقات
إرسال تعليق